أعلنت ندائها الأخير بالإنطلاق
وأشهدت الجميع على لحظات الفراق!
أبغض ذلك الصوت الجارح لبعض القلوب المفرح للقلوب الأخرى !
أبغض تلك الموظفة صاحبت الصوت المتمرجح بين لقاء وفراق!
وأشهدت الجميع على لحظات الفراق!
أبغض ذلك الصوت الجارح لبعض القلوب المفرح للقلوب الأخرى !
أبغض تلك الموظفة صاحبت الصوت المتمرجح بين لقاء وفراق!
شهدت ذلك المطار على دروب متفرقة من الحكايات!
وجمع ذلك المطار عالم من المشاعر المتضادة!
أن المسافات التي تفصلنا
عن الفرح والحزن
عن الضحك والبكاء
عن اللقاء والفراق
عن الضحك والبكاء
عن اللقاء والفراق
هي مسافة دور واحد!
هنا تفرح
وهنا تنجرح!
هنا تشاهد حقائب تحتضنها الأرض بفرح!
هنا تشاهد حقائب تحتضنها الأرض بفرح!
وهناك تشهد على رحيل ثقل زائد من البشر من موطنك!
المسافة بين هنا وهناك ليست ببعيدة!
ولكن !
كيف للقلب أن يترجم كل تلك المسافات
ولكن !
كيف للقلب أن يترجم كل تلك المسافات
كيف له أن يترجمها بكل بساطة
كبساطة ذلك البنيان!
كيف له أن يتفنن بإتقان تلك اللحظات المتضادة
مثل إتقان ذلك المهندس المعماري صاحب المشاعر المتبلدة!
كيف لمهندس يتملك قلبه القليل من المشاعر!
أن يجمع فراقنا بلقائنا!
أن يعيشنا لحظات الفراق في ظل انتظار اللقاء!
أن يخط قلبه حكايات قلوبنا قبل ان يخط قلمه ذلك التخطيط الهندسي!
دائما ما ألمح تلك الوجوه متأملة ..
وغالباً ما أشاركها اللحظات!
فرحة الأم العائدة من رحلة علاج
وجري القلوب المشتاقة لإحتضانها!
فرحة الفتاة العائدة بشهادتها!
وحفل استقبال الأهل لها!
أن يخط قلبه حكايات قلوبنا قبل ان يخط قلمه ذلك التخطيط الهندسي!
دائما ما ألمح تلك الوجوه متأملة ..
وغالباً ما أشاركها اللحظات!
فرحة الأم العائدة من رحلة علاج
وجري القلوب المشتاقة لإحتضانها!
فرحة الفتاة العائدة بشهادتها!
وحفل استقبال الأهل لها!
॥ فرحة ॥شوق ॥وورود تبتسم ..
قصاصات تنتثر
لوحات ترحيبية ترتفع
.لهفة كبار ..
وجري وفرحة الصغار ॥
لوحات ترحيبية ترتفع
.لهفة كبار ..
وجري وفرحة الصغار ॥
.......المشهد لم ينتهي بعد...!!
فهناك مشاعر دخيلة تشارك فرحة هذه اللحظات!
مشاعر تشهدها بمجرد أن تنزل بصرك على مرآى قدماك!
في أسفل تلك الأقدام
قلوب تدمي فراقها!
وقلوب دامعه الزفير والشهيق!
هنا ترا وجوه متجردة من الملامح!
فلا نكاد نعرف فلان من فلان !
وكيف نعرف والكل جاء لكي يحزن!
هذا يودع ابنه الوحيد!
وتلك الأسرة حكمت عليها الظروف أن تودع ربّها المقيم!
هنا ترا ظهور راحلة لا تلفت للوراء!
هنا ترا قلوب تصارع الصمود!
هنا تسمع أصوات أخفاها الجراح!
هنا ترا أيادي مرتبطة!
هنا ترا قلوب تصارع الصمود!
هنا تسمع أصوات أخفاها الجراح!
هنا ترا أيادي مرتبطة!
لا يفرقها سوى
النداء الأخير!!!
هذه حياتنا!
أقسمت أن أعيش حياتي بين تلك اللحظتين!
في نفس المكان !
ألتقيت برفيقة دربي
وعشت معها أحلى دقائق عمري ولحظاتها!
في موطني॥وقعّت أقدامها على كل مكان يعشقه قلبي!
وحفظت كل زاوية من زاويا محجري ترانيم أنفاسها!
في كل مكان رسمت أثر يذكرني بها!
مسكت يدي التي استقبلتها لتودعني!!
رحلت...وأنتهى!
।
।
।
هذا ما ظننته أن عصر تلك المشاعر المتناقضة ولى ورحل برحيلها!
أسبوع ..فقط وتجدد موعدي مع تلك الأماكن المشتاقة!
في نفس المكان!
احتضت أخي!
في نفس الأماكن بكيت شوقي
في نفس الأماكن تجدد أمل الفرح!
في نفس تلك الزاوية المتجرعة بالألم!
مسك يدي هو أيضا!!
مسك بقوة الأخ الحنون!
مسك يدي معلناً قدومه لقلبي!
ثم ماذا!
؟
مسك يدي هو أيضا!!
مسك بقوة الأخ الحنون!
مسك يدي معلناً قدومه لقلبي!
ثم ماذا!
؟
؟
؟
اقتربت الساعات الجارحة!
أكاد أقسم ان كاميرات المراقبة!
حفظت بطولة حكاياتي !
أجبرت على هذا الدور
أجبرت أن أخلق مودعـّة ومستقبلة!
أخي مع كل دقيقة ترحل!
أخي مع كل دقيقة ترحل!
أرحل أنا عن هذا الحاضر!
أعلم أني سأودعك قريباً
كما ودعتها!
أعلم أني سأودعك قريباً
كما ودعتها!
أظن أن كاميرات المراقبة لهذا اليوم ستمنح إجازة!
فليس بالضروري أن يعاد تسجيل ذكريات الرحيل نفسها!
أخي بدأت أنفاسي تنتظر النداء الأخير
أخي بدأت أنفاسي تنتظر النداء الأخير
هنيئاً لتلك الموظفة صاحبة النداء الأخير
هنيئاً لذلك الصوت الجارح
الشاهد على فرقا الأماكن
।
।
।
।
।
।
३० كانون الأول २००९
الواحدة والنصف صباحاً
الواحدة والنصف صباحاً